المجلة | آيـــة |{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِ

/ﻪـ 

{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}
((بَلَى)) جواب سؤال تقديره أفليس يدخل الجنة أحد، ومن هو؟ فقيل: "بَلَى" ((مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ))، وخص الوجه لأنه أشرف الأعضاء، فإذا أسلمه الشخص فقد أسلم جميع جوارحه ((وَهُوَ مُحْسِنٌ)) في عمله ((فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ))، فهو يدخل الجنة سواء كان يهوديًّا في زمان موسى أو نصرانيًّا في زمان عيسى أو مسلماً في زمان محمد أو من سائر الأمم في زمان أنبيائها (عليهم الصلاة والسلام)، وهكذا كلام معه دليله، إذ معيار الدخول في الجنة الإيمان والعمل الصالح، فلا يقال لمن يقول ذلك: "هات برهانك." فليس الأمر كما تقولون، بل يدخل الجنة من أسلم ذاته لله، وأخلص دينه وعبادته لربه، وهو محسن عمله، فله ثواب إيمانه وعمله عند ربه يوم القيامة، ولا خوف عليهم من العذاب، ولا يحزنون على ما فاتهم في الدنيا، بل هم في طمأنينة ونعيم. وهنا تبرز سمة الإسلام الأولى: إسلام الوجه _ والوجه رمز على الكل _ ولفظ أسلم يعني الاستسلام والتسليم، الاستسلام المعنوي والاستسلام العملي . ومع هذا فلا بد من الدليل الظاهر على هذا الاستسلام: (وهو محسن) .. فسمة الإسلام هي الوحدة بين الشعور والسلوك، بين العقيدة والعمل، بين الإيمان القلبي والإحسان العملي .. بذلك يستحق المؤمن هذا العطاء كله: الأجر المضمون لا يضيع عند ربهم .. والأمن الموفور لا يساوره الخوف، والسرور الفائض لا يمسه حزن ..

المزيد